Published Journal Articles
2024
التحسين والتقبيح بين العقل والشرع- دراسة نقدية مقارنة
2024-11
Humanities Journal of the University of Zakho (HJUOZ) (Volume : 12)
يدور البحث حول أهمية العقل في بيان القيم الأخلاقية، فيما إذا كان في إمكانه الاضطلاع بدور في هذا الميدان، فذكر البحث الاتجاهات الفكرية الإسلامية في هذا الباب، والتي تمحورت حول اتجاهين رئيسين، قسم يحكم بأن صفتي الحسن والقبح ذاتيان في الأفعال، وفي قدرة العقل الاطلاع عليها ومعرفة حكم الله فيها قبل بعثة الأنبياء، وذهب فريق منهم إلى ترتب المؤاخذة على ذلك في العاجل والآجل قبل ورود الشرع. أما القسم الآخر فكان يؤمن بنوع من الأخلاق العواقبية التي يمكن أن تعرف عن طريق العقل بناء على المصلحة والمفسدة التي يقررها العقل، لكنها تبقى صفات إضافية اعتبارية، ولا تكتسب قيمتها ولا يترجح أحدها على الآخر إلا بعد ورود الأمر الإلهي بها. يوقف على رأس الفريق الأول المعتزلة، بينما الثاني يتصدرهم الأشاعرة. وأشهر تقسيم لمحل النزاع -وإن كان فيه نظر- ما ذكره الإمام الرازي رحمه الله، فقد ذكر تقسيمًا من ثلاثة أوجه، فما كان موافقًا للطبع والغرض وما كان مخالفًا له، والثاني ما كان صفة كمال وصفة نقص، والثالث ما استحق المدح والذم، فأجمعوا على عقلانية الأوليين واختلفوا في الثالثة، فذهب المعتزلة ومن وافقهم إلى جعلها عقلية أيضًا، وخالفهم في ذلك الأشاعرة ومن وافقهم على أن الشرع هو الذي يعطي صفة الحسن والقبح لها. فهي ليست ذاتية، ولا يمكن للعقل الجزم بحكم الله فيها قبل الشرع. وذكر البحث أدلة الفريقين مع مناشقتها وتحليلها، وترجيح ذاتية صفتي الحسن والقبح في الأفعال في الغائب والشاهد، وإمكان العقل من الوقوف على ذلك، مع نفي المؤاخذة قبل ورود الشرع لصراحة النصوص الشرعية في أن الثواب والعقاب يترتبان بعد وصول الرسالة وإثبات الحجة.
الحس مصدرًا للمعرفة- دراسة نقدية عقلية لتجريبية جون لوك
2024-04
Humanities Journal of the University of Zakho (HJUOZ) (Volume : 12)
يهدف البحث إلى عرض الرؤية التجريبية عند رائد فلسفتها في العصر الحديث الإنكليزي جون لوك، كونه المنظر لها، وكل من جاء بعده إنما هم آخذون منه فلسفته تلك، ولأن الفلسفة التجريبية تعتبر الفلسفة المهيمنة على الساحة الفلسفية والعلمية في العالم الغربي في الوقت الحالي، وتكاد تصبح العدسة الوحيدة التي يرى من خلالها الغرب العالم، وما لهذه الفلسفة من أهمية وتأثير على الرؤية الغائية للإنسان وعلاقته بالعالم سواء في بعده الفيزيقي أو الميتافيزيقي كان لا بد -والحال هذه- من عرض شفاف ومتوازن لأبرز حججها ومحاولة تقديم نقد بنَّاء لها من قِبَل خصومهم العقلانيين، وذلك في نقد عقلي لهذه الفلسفة من وجهة نظرنا، في دراسة تحليلية نقدية، مستعينًا بأدلة عقلية تجريبية، وملزمًا للطرف المقابل القائل بالتجريبية بلازم قوله. وتم التوصل إلى أن الفلسفة التجريبية القائلة بأن المعرفة الحقة إنما هي من خلال التجربة والحواس فحسب تحمل عوامل نقضها داخليًا، كونها لا تستطيع أن تثبت دعواها من خلال التجربة، مما يعني أنها لا تعتبر المصدر الوحيد الموثوق للمعرفة، كما أن جون لوك يؤمن بتجريبية معينة للعقل دور فعال وأساسي في تحديد ملامحها، منكرًا للضرورات العقلية الأولية، ومثبتًا في الوقت نفسه وجود الخالق والشعور بالذات الإنسانية، والتي تعتمد في طيات استدلالها قانون السببية الفطري. بالإضافة إلى أن التجربة معتمدة بالضرورة على استقراء ناقص تقيس الغائب على الشاهد في الحكم، فيمكن -أقلها إمكانًا عقليًا- أن تُرفض كونها مجرد تجربة لم تسنح الفرصة لإيجاد أمثلة مخالفة لها فحسب، وعليه فاليقين الذي ينشده جون لوك ممتنع. والدراسات المسحية الأنثروبولوجية التي أجريت على الأطفال أثبتت أنهم في مراحل مبكرة جدًا يدركون المبادئ الفطرية ووجود كائن أسمى وإن لم تكن هذه المفاهيم محددة لديهم ودون معرفة ماهيتها، فهو إدراك عملي لا نظري.
Back