النظريّة السياقيّة في ضوء الدّراسات التّداوليّة، دراسة تطبيقيّة على سورة هود - عليه السلام -
2024-10
المؤتمر العلمي الدولي الخامس (الانجازات البحثية الحديثة في العلوم الانسانية)
المستخلص
يُعدُّ السياق من أهم المحاور الأساسية في بلورة مفهوم الدراسات اللغوية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالبحث عن مكامن المعنى التداولي، فمعرفة مفهوم السياق والإحاطة بكل جوانبهِ، غاية ومقصد كبير في تحديد دلالة المعنى الخطابي، إذ لا يمكن الحكم على أي نص لغوي، دون الرجوع إلى معرفة مكامن السياق الذي وردت فيه. فمعرفة مقاصد السياق القرآني هو الذي يحدد طبيعة التحليل الخطابي؛ أي: من خلال ماهية الحوار التداولي، كمرسل ومستقبل في حدثٍ معين.
حيثُ يُعد عنصر - السياق - أساسًا في قيام النظرية التداولية، والذي بدورهِ يتكون من مجموعة العناصر المصاحبة للحدث اللغوي كالمرسِل، والمخاطَب، والزمان، والمكان، وهنا تكمن الخاصية التواصلية في بناء وتحليل التراكيب اللغوية، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالسياق التداولي في القرآن. وعلى هذا الأساس، أفرزت لنا التداولية أغراضاً تواصلية حواريّة، ترمي إلى صناعة أفعال كلامية، ومواقف اجتماعية، تختلف باختلاف القصد والفائدة.
ومن خلال الدراسة في هذا الموضوع وجدنا بأنّ (سورة هود) هي من أبرز السور المكية وأكثرها تعاطياً مع القرائن السياقية، لِما فيها من أحداث وقصص السابقين، في مواقف ومواقع كثيرة منها، ولما فيها من مشاهد إيحائية تصور لنا الأبعاد الإنجازية التي تتجسد عنها قصة النبي هود –عليه السلام- مع قومهِ.